مفهوم الشريعة الإسلامية :
وهي الأصل والمنع الذي ينحدر منه الماء لكي
يستقي منه الناس وهو الطريق المستقيم الواضع الذي يؤدي إلى المخرج.
المعنى
اللغوي للشريعة الإسلامية :
فهناك منيين معنى
خاص ومعنی عام
- معنی عام : يعني الانقياد الذي يوصف به المسلم وهو من أطاع الله بفطرته وبقلبه ومن قاد إليه بالتسليم والإيمان.
- معنى خاص : فهو متعلق باعمال الجوارح الظاهرة ولذالك فسره الرسول ص فيما رواه البخاري ومسلم لقوله " بني الإسلام على خمس أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وايقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان.
خصائص الشريعة الإسلامية:
الربانية :
تعني ربانية وضعها الله عن طريق الوحي المنزل على محمد (ص) باللفظ والمعنى ويقصد بذالك القرآن الكريم والسنة النبوية كما ورد في الأية الكريمة سورة النجم الأية 3و4 (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وان الشريعة الإسلامية لا تعتبر نقص وتتميز بالكمال مصدرها الله ليس بها نقصان وكلها أجابيات
الـشمــولـيـة :
الشريعة الاسلامية اهتمت بمجال أو بقضايا العلاقات الدولية فهي جاءت بمجموعة من الأحكام التي تنظم علاقات الناس فيما بينهم بل الاكثر من ذلك جاءت بأحكام وقواعد تنظم الدول فيما بينها فنجد مجموعة من الآيات التي تؤكد ذلك : سورة النحل الآية 91 {{وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم}}
- تتضمن أهم مبادئ القانون الدولي : وهي إمكانية المصادقة على المعاهدات الدولية لنبذ الحرب والقتال وضرورة الالتزام بما تم المصادقة عليه والشريعة الإسلامية تمت كذلك بقاعدة أخرى من قواعد القانون الدولي وهي قاعدة المعاملة بالمثل والدليل القرآني : سورة النحل الآية 126 {{و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}} وهناك قاعدة أخرى جاءت بها الشريعة السلامية في مجال العلاقات الدولية وهي قاعدة المعاملة بالمثل في حالة الحرب وهي واردة في سورة البقرة الآية 194 {{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم }}.
- شمولية الشريعة الاسلامية للقضايا الدستورية : جاء القرآن الكريم بأهم قاعدة تتناسب مع مفهوم الديمقراطية بالمعنى الحديث و هي قاعدة الشورى نظرا لأهميتها في حياة الإنسان والمجتمع لحد سواء بحيث أمر الله عزوجل رسوله الكريم بالشورى في الآية الكريمة 159 من سورة آل عمران {{وشاورهم في الأمر}} ولكن الشريعة الاسلامية لم تفصل في هذه القاعدة الشرعية التي هي قاعدة الشورى المطلوب تطبيقها ولكن أحالت في ذلك على الخبرة والتجربة البشرية لأن التفاصيل الخاصة بحكم الشورى تتجدد بتجدد الزمان وتطور الحاجات وتجدد المكان وهي من القواعد العامة التي أقرتها الشريعة الإسلامية دون تفصيل والشريعة الاسلامية لم تتطرق لتفاصيل تطبيق قاعدة الشورى لكي لا ترهق العباد تركت لهم أمر ذلك بحسب ما يرونه مناسبا لوطنهم. وجاءت ب 12 آية كريمة في مجال القضايا الدستورية أي القضايا المتعلقة بنظام الحكم في الدولة تيسيرا وتخفيفا على الأمة الإسلامية
- في مجــال القضــايــا الـمــاليـــة :
نظمت الشريعة الإسلامية القضايا المالية بحيث جاءت بمجموعة من الأحكام والقواعد المتعلقة بموارد الدولة الإسلامية وأوجبت الشريعة صرفها وإنفاقها وتحديد العلاقات المالية بين الأفراد والدولة وبين الأغنياء و الفقراء وأهم قاعدة جاءت بها الشريعة الإسلامية في المجال المالي هي قاعدة تحريم أكل أموال الناس بالباطل يقول الله عزوجل في سورة النساء الآية 29 {{يا أيها اللذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}} وجاءت كذلك الشريعة الإسلامية بقاعدة أخرى في قضايا المالية تتعلق بالبر بالفقراء سورة التوبة الآية
103 {{ خد من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها}}
- الشمولية الموضوعية :
تعني
إن الإسلام ينظم جميع شؤون الحياة سواء تعلقت هذه الشؤون بالعقيدة والعبادات أو
الأخلاق أو المعاملات عندما يتعلق الأمر
بالأخلاق والمعاملات فنوعيه المعاملات التي تنظمها الشريعة الاسلاميه يتعلق بالأمر
بالقضايا الاجتماعية والجنائية والاقتصادية والسياسية والدستورية وعلاقات دوليه
وقضائيا مدنيه والشريعة الاسلاميه تهتم بجميع القضايا فهي شمولية موضوعية.
- في مجال القضايا المدنيه :
جاء الله عز وجل بمجموعه من الأحكام والقواعد في مجال القضايا المدنية عندما تتحدث عن القضايا المدنية فتعني قضايا البيع والشراء والكراء القضايا العقارية الايه الكريمة سوره المائدة {{يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود}} جاءت الايه الكريمة تؤكد قواعد الالتزام والعقود
- الـشموليــة مـن حـيـت الإنسان : أن الشريعة الاسلامية شاملة من حيت الإنسان أي أنها تخاطب جميع الناس بأحكامها الشرعية لا فرق في ذلك من حيت الجنس ولا من حيت العرق أو الدين أو اللون أو طبقته الاجتماعية أو وطنه فالشريعة جاءت لتحافظ على كرامة بني آدم من قبل أن يولد إلى ما بعد وفاته لقول الله عز ووجل سورة الإسراء الآية 70 {{و كرمنا بني آدم}}
- الشـمـولـيــة الـمكـانـيـــة : تعني أن الشريعة الاسلامية شاملة لكل بقاع الأرض فهي ليست موجهة فقط للمكان الذي بعث فيه القرآن الكريم والأدلة التي ذكرناها في الشمولية من حيت الانسان فهي نفسها الأدلة التي ذكرت في الشمولية من حيت المكان سورة الحجرات الآية 13 {{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}}. ((لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)) الشريعة الاسلامية هي عكس القانون الوضعي فهي شاملة لكل بقاع الارض و لكن القانون الوضعي شامل فقط للتراب الوطني والشريعة الاسلامية أوسع من الشمولية المدانية للقانون الوضعي
- الشمولية الزمانية : تعني أن الشريعة الاسلامية صالحة للتطبيق في الحاضر والماضي والمستقبل فالله عزوجل جعل الشريعة الاسلامية أبدية شاملة لكل زمان وهناك من يزعم بأن الشريعة الاسلامية تتسم بالجمود والقصور وأنها لا تصلح لكل زمان بل هي صالحة فقط للزمان الذي صدرت فيه ويزعمون انها قاصرة عن مسايرة المستجدات والتطورات التي تعرفها المجتمعات إلا أن الفقهاء والعلماء تصدوا لهذه المزاعم بالرد عليها معتمدين في ذلك على حجج عقلية دامغة مقنعة يستحيل مواجهتها وهذه الردود هي كالآتي : نظمت الشريعة الاسلامية القضايا المدنية والاقتصادية والجنائية والدستورية والسياسية والدولية عن طريق وضع المبادئ الاساسية والقواعد العامة بمعنى أنها لم تتطرق لهذه القضايا بالتفصيل والجزئيات نظمت الشريعة الاسلامية القضايا الأسرية بتفصيل دقيق نظرا لطبيعة هذه القضايا التي تتميز بالتبات وعدم التغيير مهما تغير الزمان كقضايا الزواج والطلاق والميراث الواقع التاريخي أثبت أن الشريعة الاسلامية صالحة للتطبيق على امتداد قرون من الزمان أي صالحة للتطبيق إلى أن تقوم الساعة .
خـاصـيــة الواقـعـيـة :
تعني أن الشريعة الاسلامية ليست مجرد قيم ومبادئ بل هي أحكام تراعي واقع البشر وحاجاته وميولاته وتأخد بعين الاعتبار تباين قدراتهم وملكاتهم سورة البقرة الآية 286 }} لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}}
إن خاصية الواقعية راعت الشريعة الاسلامية وفطرة الانسان التي تتكون من اثنين المادة والروح
- واقــعـيـة الشـريعـة الاسلامية في مجــال الـعـبـادات :
جاءت الشريعة الاسلامية بأحكام تتناسب مع الامكانيات والقدرات البشرية فالله عزوجل أمر بالصيام ولكن شريطة الوصول لسن البلوغ بالمفهوم الشرعي كما فرض الله عزوجل على أن يكون الصيام في حدود قدرات البشر، بمعنى أن الله عزوجل راعى قدرة الصغير على الصوم وعدم قدرة الغير عاقل على الصوم وكذلك المريض وأمر سبحانه على الصوم شهر واحد في السنة وإن يتم الافطار في الغروب والدليل قال سبحانه وتعالى سورة البقرة الآية 184 {{فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطلقونه فدية وتعمدت الشريعة الاسلامية بواقعية مع تشريع الصلاة فالله عزوجل فرض الصلاة 5 مرات في اليوم تسهيلا على الامة الاسلامية بعدما كانت 50 صلاة في اليوم وفرضت الصلاة خلال أوقات مناسبة وبركعات معدودة لأنه لو كانت عدد الركعات أكثر من أربعة فستكون كمشقة لعباده المسلمين لأن المبالغة في العبادات سيكون على حساب الاتقان في جانب المعاملات، سورة النساء الآية 101 {{وإذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة }} وكذلك الشريعة الاسلامية تعاملت بواقعية في تشريع فريضة الحج فالحج مفروض على الانسان القادر ببدنه وماله سورة آل عمران الآية 97 {{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}}
- واقــعـيـة الشـريعـة الاسلامـيـة فـي مجـال الـمـعامـلات :
تبدو واقعية الشريعة الاسلامية باجََل صورها في مجال القضايا الاسرية فالله عز و جل شرع الزواج مراعاة لاحتياجات الانسان المادية و المعنوية على خلاف ما فعلت النصارى الذين حرموا الزواج على الرهبان دون مراعاة ضعف الانسان على خلاف الشريعة الاسلامية التي شرعت الزواج لإشباع هذه الرغبة بطريقة شرعية راقية تحافظ على كرامة الانسان و مكانته دون إفراط و تفريط
- واقــعـيـة الـشـريعـة الاسـلاميـة بـأجـل صـورهـا في مجال البـيـوعـات : فالشريعة الاسلامية جاءت بأن الله أحل البيع والشراء وحرم الربا الأن واقع المجتمع يفرض تحريم الربا للحفاظ على الاقتصاد وواقع المجتمع ولعدم أكل أموال الناس بالباطل وكذلك حرمت بيع الخمر وكذلك تحريم بيع لحم الخنزير والميتة والدم حفاضا على صحة الانسان على خلاف ما نجده عند التشريعات الغربية سورة البقرة الآية 173 {{إنما حرم عليكم الميتة والدم و لحم الخنزير..}} الله عزوجل حرم ذلك مراعاة للصحة البشرية وأجازه فقط للمضطر أن يتناول بعض المحرمات على قدر ما تستوجب الضرورة.
- تـأثـر القـوانيــن الـوضـعيـة لـوضعيـة الـشريـعة الاسلامية: هناك العديد من القوانين الوضعية المغربية المتأثرة بواقعية الشريعة الإسلامية من خلال التطرق في نماذج في قانون الأسرة و قانون الشغل، وتأثر قانون الأسرة للشريعة الاسلامية حيث نصت مدونة الأسرة على الزواج لأنها إذا أجازتها سوف يؤدي إلى ضياع المجتمع وانتشار الفساد باختلاط الانساب وانتشار الامراض المعدية وهذا ورد في المادة 4 في مدونة الاسرة في تعريف الزواج نصت على هذه المقتضيات متأثرة بذلك على واقعية الشريعة الاسلامية ف مدونة الأسرة أجازت الطلاق(المادة 70 من مدونة الأسرة) مأخودة من الآية الكريمة سورة البقرة الآية 229 {{الطلاق مرتان فإنساكم بمعروف...}} فمدونة الاسرة نصت على الطلاق متأثرة بواقعية الشريعة الاسلامية على خلاف النصارى فنجد الكنيسة الكاتوليكية تحرم الطلاق فهي تجيز الهجر الدائم الانفصال الجسماني إذا ثبت زنا أحد الاطراف أما الكنيسة الارطدكسية تجيز الطلاق في هذه الحالة وللاسف نتيجة ذلك العديد من المسيحيين يعانون من ذلك.
- تـأثـر قـانـون الـشـغـل فـي الـشريـعة الاسـلامـيـــة: تعاملت مدونة الشغل في تنظيم العامل ورب العمل بحيت فرضت على كل طرف التزامات والسهر على نظافة أماكن العمل والحرص على أن تتوافر فيها شروط الوقاية الصحية ومتطلبات السلامة للحفاظ على صحة العمال وهذا ما ورد في المادة 82 من مدونة الشغل كما نصت المادة 24 من مدونة الشغل "وهذه المقتضيات المذكورة أعلاه التي تتميز بالواقعية هي مستمدة من الشريعة الاسلامية ولدينا من مجموعة من الادلة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ((ولا تكلفوهم ما لا يطيقون)) ((أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)) والتزام العامل بالامانة منصوص عليه في مدونة الشغل التي تلزم العامل بالمحافظة على الاشياء المسلمة إليه للقيام بالعمل وردها بعد الانتهاء من العمل الذي كلف به وهذا المقتضى القانوني مستمد من الشريعة ألزمت الشريعة الاسلامية العامل بالاتقان في عمله ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )) ومدونة الشغل نصت على الاتقان في العمل في المادة 20 اذ الزمت العامل بمسؤوليته عن إهماله أو تقصيره أو عدم احتياطه وهذه المقتضيات مأخودة من الشريعة الإسلامية
خــاصيـة المـثـالـيـة :
ولكي نفهم المقصود بهذه الخاصية نطرح السؤال التالي و نجيب عنه كيف تجمع الشريعة الاسلامية بين خاصية الواقعية و خاصية المثالية مع أن الخاصيتين تظهران أنهما متناقضتين ؟
الشريعة الاسلامية هي شريعة مثالية وواقعية في نفس الوقت تحكم واقع سلوك البشر من عمل وعبادات ومثاليتها تكمن في اصلاح المجتمعات والارتقاء بها إلى الصفاء ودورها قبل أن يكون أصلاحيا فهو وقائي
- القضايا الجنائية :
الشريعة الإسلامية جاءت بمجموعة من الأحكام
لتبين الجرائم وحددت لها عقوباتها
- جــريمــة القــتــل العمــد: قررت لها عقوبة القصاص لقوله تعالى {{ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}}
- جــريمـة الزنــا : المحصن أي المتزوج توقع عليه عقوبة الرجم حتى الموت. وغير المحصن 100 جلدة، لقوله تعالى {{والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهم مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تأمنون بالله واليوم الأخر }}
- جريمة السرقة: أقرت لها الشريعة قطع اليد سورة المائدة الآية 38 {{ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم }}
- قضايا العلاقات الدوليه :
ان الشريعه الاسلاميه اهتمت بمجال العلاقات الدوليه حيث جاءت بمجموعه من الاحكام التي تنظم العلاقات بين الناس فيما بينهم بل اكثر من ذلك جاءت باحكام وقواعد تنظم العلاقات الدوليه في دليل في سوره النحل الايه 91 {{ وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون }}
خــــاصـــيــة الــوســطــيــــة:
بمعنى أنها تتميز باليسر والتيسير لا بالشدة والتعسير ولا بالغلو ولا بالتقصير ولا بالافراط ولا بالتفريط سورة البقرة الآية 143: {{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}} وإذا أردنا ان نوضح أكثر خاصية الوسطية فعلينا أن نقف عند سماتها وهي كالآتي :
- السمة الأولى هي عدم الإفراط : اليسر ورفع الحرج وتعني كذلك عدم التشدد والغلو في أمور الدين والدنيا أي الوسطية والاعتدال في أمور الدين ونقدم دليل في سورة القصص الآية 77 : {وابتغِ في ما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغِ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} من خلال هذه الآية الكريمة يأمر الله عزوجل بالوسطية والاعتدال بين البخل و الإسراف
- السمة الثانية عـــدم الــتـفــريـــط والـجــفــاء: سورة الحشر الآية 7: {{وما أتاكم الرسول فخدوه وما نهاكم عنه فابتغوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب}} ونستثمر الأمثلة التي قدمت في مجال خاصية الشمولية وخاصية الواقعية
- السمة الثالثة الاســتـقـامــة : السمة الثالثة والأخيرة من سمات الوسطية تعني أن الشريعة الاسلامية شريعة مستقيمة لأن الإسلام هو السراط المستقيم فلا هو طريق للضالين يعمي النصارى ولا هو طريق المغضوب عليهم الآيتان 6 و 7 من سورة الفاتحة {{إأهدينا الصراط المستقيم صراط الذين آنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين }}
- تأثـر القوانيـن الوضعـيـة بوسـطيـة الشـريعـة الاسلاميــة :
هناك العديد من القوانين الوضعية المتأثرة بوسطية الشريعة الاسلامية لأن هذه القوانين استمدت قواعدها من الشريعة الاسلامية السمحاء من هذه القوانين ونذكر منها القوانين الأسرية والقوانين الدينية والقوانين العقارية وفي مدونة الأسرة نلمس التأثر بوسطية الشريعة الاسلامية من خلال مجموعة من النصوص القانونية فمثلا المشرع المغربي نص في مدونة الأسرة على ضرورة مراعاة دخل الزوج في تحديد النفقة وهذا المقتضى القانوني مأخود من الحديث الشريف ((خدي من ماله ما يكفيك وولدك بالمعروف)) سورة البقرة الآية 233: {{وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف}}
الـوسـطــيــة فـــي الــقـانــون الـمــدنـــي :
نص المشرع في الفصل 870 على أن اشتراط الفائدة بين المسلمين باطل و مبطل للعقد الذي يتضمنه وفي نفس الوقت أجاز هذا القانون ما يدر على الفرد من أرباح من مختلف المعاملات كالبيع والشراء فقانون الالتزامات والعقود نضم البيع وقدم له مجموعة من المقتضيات وهذا الأمر أي أن منع قانون الالتزامات والعقود للفائدة وإجازة البيع بالمقابل هو مأخوذ من خاصية وسطية الشريعة الاسلامية لأن قانون الالتزامات والعقود استمد أصلا من الشريعة الاسلامية وراعى المغاربة المسلمين الذين يرفضون التعامل بالربا كما أمرتهم الشريعة الاسلامية لأنها حرمت عليهم ذلك ويتعاملون بالبيع أي يبرمون عقود بيع بما يتوافق مع الشريعة الاسلامية سورة البقرة الآية 275 {{ الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا و أحل الله البيع و حرم الربا}}
خــاصــيــة الــدوام و الــثـبـــات :
تعني أن الشريعة الاسلامية أنها خالدة فهي لا
تقبل التبديل ولا التغيير في نصوصها سورة يونس الآية 64{{ لا تبديل لكلمات الله }} وهناك مجموعة من
الأسباب وراء خلود و ثبات ودوام الشريعة الاسلامية فمن بين هذه الأسباب : الشريعة الاسلامية شريعة شاملة شمولية موضوعية
التي سبق وأن شرحناها بتفصيل والشريعة الاسلامية شريعة شاملة شمولية زمنية أي أن
أحكامها تصلح للتطبيق في كل زمان فقد طبقت أحكامها لقرون عديدة ولازالت تطبق وهي صالحة للتطبيق إلى الأبد لذلك فهي تتميز
بالثبات والدوام والخلود
- خاصية الجمع بين النزعة الفردية والجماعية :
أي أن الشريعة الاسلامية جاءت بأحكام الإصلاح
الفرد و الجماعة معا فهي لا تهتم بالفرد فقط بل كذلك بالجماعة فالشريعة
الاسلامية هي تحفض للفرد حقوقه وتلزمه بمجموعة من الالتزامات للحفاض على مصالحه و
مصالح المجتمع هناك مجموعة من القواعد القانونية المستمدة من هذه الخاصية :
وارد في 7.81 المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة فهذا القانون يجيز
للدولة نزع الملكية من الفرد بطرق إجبارية من أجل إشباع حاجات الأفراد في جماعة في
مقابل تعويض ذلك الفرد الذي يمتلك تلك القطعة الأرضية يتم تعويضه عن ما يلحقه من
ضرر نتيجة نزع ملكيته.
- الجمع بين أمور الدين و الدنيا :
تعني أن الشريعة
الاسلامية اهتمت بتنظيم قضايا العبادات خاصية الواقعية :
الصيام الحج
الصلاة...
البعض بأنها جزاءات رمزية و الجزاء الدنيوي الذي يكون إما عبارة عن جزاء مدني أو جزاء جنائي وهذه الجزاءات منصوص عليها في القوانين الوضعية فالجزاء المدني يقع من يخالف القانون المدني وهو عبارة عن تعويض الحبر الضرر لفائدة الطرف المتضرو الجزاء الجنائي في اكتب رسالة
- نظرية الظروف الطارئة : هي من القواعد الشرعية التي جاء بها الشرع الحكيم للفصل في القضايا المدنية التي هي بذاتها أصبحت قاعدة قانونية وهناك الإثراء بلا سبب هي قاعدة شرعية ومنصوص عليها في قانون الالتزامات والعقود .
- نظرة الميسرة : هذه القاعدة الشرعية واردة في كتاب الله عزوجل ومنها أخد مشرع قانون الالتزامات و العقود سورة البقرة الآية 280 {{وإن كان ذو عسرة فنظرة للى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون}} وتعرف نظرة المسيرة بأنها تأجيل القاضي دفع وقت الديون لفائدة المدين العاجز عن تنفيذ التزامه في الوقت الذي كان محددا ونص على هذه القاعدة الفصل 128 من قانون إلزام والعقود والفصل 243 (مراعاة ظروفه) والفصل 128: (لا يسوغ للقاضي أن يمنح أجلا
- القضايا الأسرية : قاعدة حسن المعاملة بين الزوجين واردة في كتاب الله في سورة البقرة الاية 187 {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} وتعني الاية ان الازواج مقربين الى بعضهم يجب ان يحسنوا إلى بعضهم وفي الايه في سوره الروم الايه 21 {ومن أياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمة} وتعني أن الأزواج يجب أن يسكنوا لبعضهم ويحسوا بالإطمئنان لأن مدونة الأسرة جاءت بها من القاعدة الشرعية.
- قاعدة حسن معاملة الزوجة :
نجدها في مجموعة من الآيات الكريمة سورة
البقرة الاية 231 {فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا
تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا}
وتعني الأية الكريمة يجب على الرجل إما أن يحسن لزوجته في بيته وإما أن يطلقها
بالمعروف
- قاعدة الانفاق على الأطفال :
سورة الطلاق الآية 7 {{لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر}} ((خدي ما يكفيك وولدك بالمعروف )) المادة 177 من مدونة الاسرة النفقة على الأقارب تجب على الأبوين طبقا لهذه المادة
مقاصد الشريعة :
- المقاصد لغة : جمع مقصد مشتق من فعل قصد يقصد قصدا بمعنى الغاية والهدف والمراد و المبتغى واستقامة الطريق ومنه قوله سبحانه وتعالى في سورة النحل الآية 9 {{وعلى الله قصد السبيل}}
- واصطلاحا : هي الغايات و الأهداف التي أنزلتها الشريعة الاسلامية لأجل تحقيقها لمصلحة الناس وتعرف لأجل تحقيقها لمصلحة الناس من أجل سعادة الانسان في الدنيا والآخرة مثال : المقصد من مشروعية الصيام كسر شهوة النفس وتذكر حال الفقراء والحفاظ على صحة الانسان كذلك التقرب من الله عزوجل وهكذا سنتطرق للمقاصد الضرورية ثم المقاصد الحاجية والتحسينية
الـمـقـاصـد الـضـروريـة :
هي تلك المقاصد التي تقوم عليها أمور الدين والدنيا بحيث إذا فقد أحدها لا تسير مصالح العباد في الدنيا على استقامة بل تسير
على انحراف وفساد الأمر الذي يترتب عنه الفوضى والاضطراب في المجتمع وفي الآخرة
سيحرم الناس من الجنة والفوز بالنعيم والمقاصد الضرورية هي 5
: وتسمى بالكليات الخمس سنشرحها كاللآتي :
- حفظ الدين : إن أهم ما يمتلكه الانسان في هذه الحياة هو الدين فالدين هنا هو الروح للجسد وبذلك فكل مسلم مطالب بالحفاظ على دينه وقد شرعت الشريعة الاسلامية العبادات لتنمية روح التدين كالايمان بالله والنطق بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج وقد ورد في حديث رسول الله ((بني الاسلام على خمس شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع اليه سبيلا)) وكذلك للحفاظ على الدين شرع الله عزوجل الجهاد ورد في سورة البقرة الآية 190 {{و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}} وكذلك للحفاظ على الدين حرم الله البدع والالحاد والردة
- حـفـظ الـنـفـس : يأتي مقصد حفظ النفس في مرحلة ثانية بعد حفظ الدين وشرعت الشريعة الاسلامية مجموعة من الاحكام للحفاظ على النفس وللحفاظ على الصحة شرع الاسلام أكل وشرب مالذ و طاب والامتناع عن أكل المحرمات مثل الخنزير والميتة والدم لما فيهم من ضرر على صحة الانسان وأكدت الشريعة شرب جميع المشروبات وحرمت شرب الخمر وكذلك للحفاظ على النفس أمرت الشريعة الاسلامية بتوفير اللباس والمسكن وكذلك للحفاظ على النفس شرع الله عزوجل الزواج وحرم الزنا وحرم الاجهاض إلا في أحوال يقرر في شأنها أهل الشرع والطب معا كما حرم الانتحار والقتل بغير حق كم جاءت في سورة الروم الآية 21 {{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها...}} وكذلك للحفاظ على النفس شرع الله عزوجل الرخص الشرعية كمثال : رخص الله الافطار في رمضان بسبب المرض والسفر ورخص أن نقصر في الصلاة في السفر ((إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه))
- حـفـظ الـعـقـل: هو أساس التكليف لذلك فإن الحفاظ على العقل من المقاصد الضرورية فالله عزوجل كرم بني آدم عن بقية المخلوقات بالعقل وللحفاظ على هذه النعمة العظيمة شرع الله عزوجل مجموعة من الأحكام ومنها الحفاظ على العقل بالغذاء الجيد السليم أي الأكل الطيب وحرم علينا أكل الميتة والخنزير والدم وألزمنا باجتناب ما يفسد العقل من شراب الخمر والشريعة الاسلامية ذهبت إلى أبعد من ذلك في الحفاظ على العقل فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم على القاضي أن يفصل حتى يكون شبعان و كذلك فضل خير المرسلين تقديم الاكل على الصلاة لأن الانسان حينما يكون جائعا ويذهب للصلاة ومائدة الافطار جاهزة سيظل يفكر اثناء صلاته في الأكل ولن يخشع فيها وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إذا وُُضع العََشاء وأقيمت الصلاة فابدََؤو بالعََشاء)) وكذلك للحفاظ على العقل أمرت الشريعة الاسلامية بالعلم والتعلم والتدبر في ملكوت الله يقول الله عزوجل في سورة العلق الآيات 1 2 4 5 {{إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم}} وفي أية أخرى سورة طه الآية 114 {{وقل رب زدني علما}}
- حـفـظ الـنـسـل : المقصود بالنسل هو البلد والذرية وللحفاظ على النسل أمر الله ورسوله الكريم باتباع مجموعة من الأحكام الشرعية الزواج وتحريم زنا وتحريم الاجهاد إلا إذا قرر غير ذلك أهل الشرع والطب ويعد حفظ النسل من المصالح الضرورية في المجتمعات لأن الحفاظ هو حفاظ على النوع البشري من الفناء و الاختلاط ف في البلدان الغربية نجد العديد من أفرادها يعيشون حياة مدمرة أدت بهم لدرجة الانتحار بسبب عدم معرفة نسبهم أي من هم آباؤهم فالمجتع ينشأ سويا بأفراد تخلو نفسيتهم من العقد التي قد تكون لديهم بسبب افتقادهم لحقيقة نسبهم.
- حـفـظ الـمـال : اهتمت الشريعة الاسلامية بالامور المعنوية وكذلك اهتمت بالامور المادية لأن الدين الاسلامي هو دين واقعي فالاسلام اعتبر المال ضرورة من ضروريات الحياة لذلك جاء بمجموعة من الأحكام للحصول على المال ولحمايته من الضياع وبين الطرق الشرعية للوصول اليه وتنميته وتداوله (القضايا المالية الادلة الشرعية الشمولية من حيت الموضوع و الادلة في القضايا الجنائية) وهكذا ننهي المقاصد الضرورية لحديث رسول الله الذي يحث على الحفاظ على المقاصد الخمس ((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و عرضه))
المقاصد الحجاجية :
هي
الأعمال والتصرفات والمعاملات التي شرعها الله عزوجل بهدف التوسعة على الحياء ورفع
الحرج والضيق عنهم المؤدي إلى الحرج والمشقة لقوله تعالى " وما جعلنا عليكم
في الدنيا من حرج "
- في العبادات : إباحة الإفطار في رمضان وإباحة العقود في الصلاة بسبب المرض وتقصير الصلاة بسبب الصفر. ويقول الله تعالى في سورة النساء الآية 101 {{ وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا }}
- في المعاملات :
- في المجال الأسري : برفع الحرج أباح لله الطلاق أو الخلع.
- في المجال المدني : كما حت الشريعة الإسلامية أنواع معينة من العقود مثل عقد المقارضة الرأسمال يقدم من الطرف الأخر.
- في العادات : اباح الله عزوجل التمنع بطيبات التي احلها الله سبحانه من ماكل ومشرب ومسكن ووسائل نقلورفعا للحرج ومشقة واجاز الله اكل ما يحل اكله للضرورة سورة البقرة الاية 173 {{ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم }}
المقاصد التحسينية :
هي ليست ظرورة وليست تحسينية لرفع الحرج
والمشقة، هي مقاصد يقتضي بها المرئ ومكارم الإختلاف ومحاسن السلوك والعادات.
- في العبادات : شرع تعالى طهارة التوبة للذهاب إلى المسجد.
- في المعاملات : طهارة الثوب ووضع العطر للرجال ومنع خطبة مسلم على خطبة اخيه لكي يتم تفادي البغضاء والعداوة وقال رسول الله (ص) لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يأذن له او يترك )).
- في المجال المدني : منع بيع المسلم اخيه يقول رسول الله (ص) لا يبيع أحدكم على أخيه ))
- في العادات : أداب الأكل والشرب وعدم الإسراف في الطعام والنظافة ويقول رسول الله (ص) "وكل بيمينك ومما يليك ))
تعليقات
إرسال تعليق