القائمة الرئيسية

الصفحات

 


خطاب سؤال الذات

لقد برز خطاب سؤال الذات نتيجة التحولات التي عرفها اﻷدب العربي عند اتصاله بالثقافة الغربية عامة وبأﻹتجاه الرومانسي بشكل خاص الذي ينادي بالحرية والدعوة إلى الفردانية واﻹنطلاق من الذات في تأمل الوجود واستفهام الطبيعة في اﻹبداع الشعري، وقد مثل هذا الخطاب عدد من الشعراء الذين ثاروا ضد قيود اﻹتجاه الكلاسيكي الذي إتجه إتجاها قويا نحو محاكاة القدماء، ومن هؤلاء الشعراء نذكر جبران خليل والمازني وينصاف إليهم شاعرنا ( اسم الشاعر صاحب القصيدة )، الذي أسال حبر قلمه لتمجيد ذات الشاعر، فنسجت مخيلته عددا من القصائد منها قصيدته ب ( تكتب عنوان القصيدة ) وإنطلاقا من النظرإلى القصيدة قراءتها بتمعن نفترض أن هذه القصيدة يعالج فيها الشاعر موضوع ( موضوع الذي يتكلم عنه النص ).  ما مضامين القصيدة؟ ما الخصائص الفنية والدلالية للقصيدة؟ إلى أي حد استطاع الشاعر تمثل خصائص خطاب التيار الذاتي؟
 بدأ الشاعر حديثه عن .... ثم إنتقل ليبرز.... ثم قصيدته ب.... على ضوء هذه المعاني يتضح لنا أن الشاعر يصف حالته الوجدانية ( تكتب عنوان القصيدة )  نستنتج إذن  أن هذه المعاني الوجدانية الذاتية تابعة من تجربة الشاعر الفردية والشخصية.
وبالإنتقال إلى الحقول الدلالية نلاحظ أن الشاعر ركز على حقلين دلالين اﻷول الخاص ( .... ) وألفاظه وهي ( .... ) وحقل دال على (....) وألفاظه وهي ( .... ) و انطلاقا من المعجم نستنتج ان حقل الذات اكثر هيمنة على حقل الطبيعة في القصيدة والملاحظ ان العلاقة بين الحقلين علاقة ( تكامل-) فحقل الذات يعكس نفسية الشاعر واما حقل الطبيعة فيعكس نفسية الشاعر المتوازنة والقوية       
إستخدم الشاعر مجموعة من الصور الشعرية كالتشبيه في قوله (....) واﻹستعارة في قوله ( .... ) ووظيفة هذه الصورة على العموم فهي تتجاوز التجميل الى الايحاء والتعبير بل والتأثير احيانا
وقد إعتمد الشاعر على نظام البنية اﻹيقاعية حيث من خلال اﻹيقاع الخارجي والذي إعتمد فيه على نظام الشطرين المتناظرين وبحرا خليليا باﻹضافة إلى قافية موحدة ( كتابة الحرف اﻷخيرة من السطر اﻷول ) براوي موحد هو حرف ( الحرف الذي ينتهي في أخر الكلمة ) أما اﻹيقاع الداخلي فوظفت فيه تكرار صوت الروايات في كل مقطع ( حرف في نهاية كل مقطع ).  وتكرار اﻷلفاظ ( تكرار الكلامات ) في البيت اﻷول.  وتكرار اﻷصواتاﻷصوات ( تكرار الحروف ) في البيت الثاني
كما أن الشاعر قد وظف في قصيدته مجموعة من الأساليب تتفرع بين الأسلوب الإنشائي من خلال قول الشاعر (مثال الإستفهام: لما – كيف.. / النداء: يا – أيها.. / الأمر: عليك أن.. / التمني: يا ليتني.. ) والأسلوب الخبري من خلال قول الشاعر (مثال التوكيد: إن / النفي لا – لم.. / الشرط: إذا – فإن.. / الإستدراك: لكن..  ) ويظهر هيمنة واضحة للأسلوب (أكتب الأسلوب المهيمن ،الخبري أو الإنشائي ) وذلك لرغبة الشاعر الملحة في تبليغ موضوعه للمتلقي عبر هذه القصيدة  فيكون بذلك شاعرنا قد قام بقصيدته هذه بزحزحة القصيدة التقليدية وضرب عرض الحائط مضامينها الجامدة والمتكررة وخلق جو جديد يمتاز بالحيوية والمرونة
ومن خلال هذه القراءة نستنتج ان قصيدة ( عنوان القصيدة ) قد مثل مقومات سؤال الذات من حيث الشكل والمضمون كما ان النص عبارة عن وقفة تأملية ولحظة صادقة حاول الشاعر فيها ابراز / اتباث ( مقصدية الشاعر من القصيدة ) وقد بلغ لنا الشاعر هذه التأملات من خلال لغة تنهل من اليومي وبنية ايقاعية تجمع بين الجديد والقديم وصورة شعرية اعتمدت على الحيلولة في الطبيعة والتشخيص وجنحت الى الايحاء والتعبير واسلوب تهيمن عليه الجمل الفعلية والخبرية وضمير المتكلم

تعليقات